بوافيشتا البرتغالي- تبرئة من الشعوذة ومشاكل مالية مستمرة

أسدل الستار على تحقيقات لجنة التأديب التابعة للاتحاد البرتغالي لكرة القدم، حيث تقرر حفظها في قضية مثيرة للجدل تتعلق بادعاءات ممارسات السحر والشعوذة داخل أروقة نادي بوافيشتا، وهو أحد أقدم وأعرق الأندية البرتغالية. جاء هذا القرار عقب ورود شكاوى مجهولة المصدر تشير إلى وقوع عمليات "ذبح حيوانات" في نفق ملعب بيسا، بالقرب من غرف تبديل الملابس، وذلك بهدف جلب الحظ والتوفيق للفريق.
وبحسب ما أوردته صحيفة "ريكورد" البرتغالية، فقد تضمنت الشكاوى اتهامات مباشرة لرئيس النادي الحالي، السنغالي فاري فايي، الذي كان يشغل منصب المدير الرياضي في تلك الحقبة، بممارسة هذه الطقوس الغريبة. وإلى جانب ذلك، تضمنت الشكاوى مزاعم خطيرة حول مخالفات مالية جسيمة، من بينها التلاعب المشبوه في رواتبه الرسمية والتورط في بيع تذاكر المباريات بالتعاون مع رابطة المشجعين المعروفة باسم "بانتيراس نيغراس".
واستناداً إلى تقرير اللجنة، لم يتم إثبات صحة هذه الادعاءات خلال التحقيقات المعمقة التي شملت استجواب العديد من الشهود، بمن فيهم الرئيس السابق للنادي، فيتور مورتا. وأكدت اللجنة في تقريرها أن "مصدر مقاطع الفيديو المقدمة ظل مجهولاً، مما يجعل من المستحيل التحقق من مصداقيتها أو تحديد توقيت تصويرها". وأضاف مورتا أن اللقطات المتداولة تعود إلى فترة زمنية تتجاوز ست سنوات، أي قبل توليه رئاسة النادي، الأمر الذي جعل الاعتماد عليها أمراً مستبعداً تماماً.
وأوضح بيان اللجنة أنه "على الرغم من كافة الجهود المبذولة في التحقيق، لم يتم العثور على أي أدلة قاطعة تثبت وقوع الانتهاكات المنسوبة، سواء فيما يتعلق بالطقوس المزعومة أو بالمخالفات المالية والإدارية". كما أشارت اللجنة إلى أن "عدم الكشف عن هوية الجهة التي قدمت الشكاوى، بالإضافة إلى غياب الوثائق الرسمية التي تدعم هذه المزاعم، يجعل من المستحيل فرض أي عقوبات على أي طرف".
وعلى الرغم من إسقاط التهم التأديبية، إلا أن المشاكل لا تزال تلاحق نادي بوافيشتا، حيث قام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بفرض حظر جديد على تسجيل اللاعبين بسبب وجود مستحقات مالية متأخرة وغير مدفوعة، مما يعيد النادي إلى قائمة الأندية التي تواجه قيوداً صارمة في سوق الانتقالات. وتأتي هذه العقوبة لتزيد من صعوبة الوضع المالي والإداري للنادي.
وكان بوافيشتا قد استفاد بشكل مؤقت من رفع الحظر المفروض عليه عقب فترة الانتقالات الشتوية، مما سمح له بضم 10 لاعبين جدد لتعزيز صفوف الفريق الأول، وذلك تحت قيادة المدرب ليتو فيديغال، الذي حل محل المدرب الإيطالي كريستيانو باتشي. إلا أنه مع استمرار الأزمة المالية التي يعاني منها النادي، تم إعادة فرض الحظر، ليصبح مستقبل النادي أكثر ضبابية وقلقاً.
وبعد مرور 26 جولة من عمر الدوري البرتغالي الممتاز، يتذيل بوافيشتا جدول الترتيب برصيد 15 نقطة فقط، متأخراً بفارق نقطتين عن فريق فارينسي الذي يحتل المركز السابع عشر، وبفارق ثماني نقاط عن أندية أفيس وإشتريلا دا أمادورا وجيل فيسنتي، التي تمتلك في رصيدها 23 نقطة. ويحتاج الفريق إلى تحقيق نتائج إيجابية وسريعة لتجنب خطر الهبوط إلى الدرجة الأدنى.
وبات الفريق مطالباً بتحقيق نتائج إيجابية بأسرع وقت ممكن لتجنب شبح الهبوط الذي يخيم على النادي، حيث سيخوض مباراته القادمة يوم 1 أبريل على أرضية ملعب بيسا، حين يستضيف فريق جيل فيسنتي في مواجهة مصيرية قد تحدد مصير الفريق في الدوري. وتعتبر هذه المباراة بمثابة الفرصة الأخيرة للفريق للعودة إلى المسار الصحيح وتحقيق الفوز الذي يضمن له البقاء في الدوري الممتاز.